موضوع: صباح الخير يا شام.. الخميس أكتوبر 16, 2008 1:44 am
و يبدأ الصباح يا شام..
يوم جديد بشمس جديدة و تأريخ جديد على التقويم..
صباح الخير يا شام..
يا مدينتي يا غاليتي يا جرحي الجديد القديم..
صباح الخير يا شام..
فنجان قهوتي.. مرآتي، صندوقي الوارد و كل لحظة من لحظات حياتي تسألني عنه..
كتبي و أقلامي، الموسيقا و العطور و الوسادة التي زرعت عليها أحلامي.. كلها تسألني عنه.. و أنا لا أدري ماذا أقول!!
إجاباتي تؤلمني.. أصابعي تعاتبني.. الدمع المتحجر في عيني يحرقني.. و الغصة في حلقي تخنقني، تخنقني، تخنقني..
ماذا أقول يا شام؟؟
كيف أخبرهم أنه ما عاد موجوداً؟؟
كيف أقنع رئتي أنها لن تجد هواءً بعد اليوم؟؟
كيف أفسر لخلايا جسدي أن لا ماء بعد اليوم؟؟
و كيف أصدق أن لا وجود له في حياتي بعد اليوم؟؟
حارات الشام، الياسمين، البحرات و أشجار الكباد تسألني عنه فكيف أجاوبها؟؟
آه منك يا شام..
في كل حارة من حاراتك ذكرى.. على كل جدار من جدرانك رسمنا ضحكة.. و بين بناياتك زرعنا ألف قصة.. و اليوم يا شام كل الذكريات و الضحكات و الحكايا صارت ألف ألف غصة..
أخبريني يا شام كيف هو اليوم؟؟
كيف كان فنجان قهوته هذا الصباح؟؟
و أي كتاب ستعانق أصابعه هذا المساء؟؟
كيف سيمر عليه هذا اليوم؟؟
و هل سيغفو بسرعة الليلة أم سيجافيه النوم؟؟
أخبريه يا شام أني أشتاق لعينيه و أني لا زلت أسمع كل كلمة خرجت من بين شفتيه و أني أعرف جيداً أن لا أمل بالرجوع إليه..
أخبريه يا شام أنكِ معه كنتِ أجمل.. و أني معه كنتُ أجمل.. و أن الأيام و الليالي و كل الساعات و الدقائق و الثواني في غيابه تبدو أطول، أطول..
أخبريه يا شام أن عقارب ساعتي ترفض الدوران و أن أيامي متوقفة عند الأمس و أني ما عدت أنتظر الغد..
أخبريه يا شام أن الاستيقاظ في الصباح عذاب، و الأرق طوال الليل عذاب، و الدمع و الضحك و كل حياتي خارج بحر عينيه عذاب، عذاب، عذاب..
أخبريه يا شام أني أهواه.. و أن قلبي متعلق بهواه.. و أن فرح الدنيا كلها لن يعادل فرحتي إن كان مقدر لي أن ألقاه..
أخبريه يا شام أنه نبض القلب و نور العين و بسمة حلوة على الشفتين..
أخبريه يا شام أني نادم على كل لحظة مرت لم أنظر خلالها في عينيه و على كل ثانية مرت دون أن تعانق يدي يديه و على كل كلمة قلتها بدل أن أصمت كي يتكلم هو أكثر و أستمع أنا إليه...
برد شباط و أنا و أنت يا شام..
برد شباط و أنا و شوارعك و ذكرياتي يا شام..
برد شباط و أنا و الثلج و صقيع سكن قلبي منذ أيام..
برد شباط و أنا و حبيبي صرنا ذكرى لأحلام حلوة ماتت قبل أن تولد فكانت كلها أوهام أوهام..
برد شباط و لم يبق أحد سوى أنا و أنت يا شام فدعينا نشرب قهوتنا و نتحدث قليلاً لأخبرك عني و عنه و عن حالنا و عن كل ما ستسمعيه عنا من كلام:
سيتهموني بالجنون.. و يتهموه بالمجون و سيتحدثون عنا كثيراً و سيقولون كل ما سيقولون..
دعك منهم يا شام و لا تصدقيهم و لا تسمحي لهم بأن يزرعوا في رأسك الوساوس و الظنون..
دعك منهم و دعيهم.. فليلومونا و ليشتمونا و ليشمتوا بنا كما يشاؤون..
دعك منهم فهم في أمور الهوى مجرد جهلة لا يعون شيئاً مما يقولون و يفعلون...
دعك منهم يا شام و ليفرحوا بنصرهم إذ هم ظنوا أنهم فرقونا و حالوا بيننا فهم لا يعلمون أني أسكن قلبه و أنه يسكن قلبي و أن أرواحنا تلتقي كل ليلة بينما هم نائمون..
دعيهم يا شام دعيهم و اطلبي لهم الشفاء العاجل من نشوة نصرهم المزعوم...
ما استطاعت المحيطات و البحور أن تفرقنا فهل تظنين أنهم –بضحالتهم- على حرماننا من بعضنا قادرون؟؟
حل الليل يا شام
فاطبعي قبلة على جبينه و دعيه ينام..
سيظل حبيبي و سأظل حبيبه مهما باعدت بيننا المسافات و الأيام...